يعتبر من اضطرابات القلق والتوتر، وهو من الحالات الشائعة التي تأتي الى العيادة حيث ان هناك عددا كبيرا من المراجعين يعانون من هذا المرض. و غالبا ما تكون اعراض المرض موجودة منذ عدة شهور واحيانا عدة سنوات قبل ان يحضر المريض للاستشارة. وفي احيان كثيرة يذهب المصابون بهذا المرض الى اطباء آخرين غير الطبيب النفسي كاطباء القلب والرئة والجهاز التنفسي و أطباء الانف والاذن والجهاز العصبي بالاضافة الى زيارة اقسام الطوارئ بشكل متكرر. ويقومون بعمل فحوصات طبية عديدة من دم واشعة وسونار ومنظار وفي بعض الحالات القسطرة! لظنهم ان هناك مرضا عضويا ولكن يكتشف المريض ان جميع نتائج هذه الفحوصات طبيعية.
فما هي اعراض نوبة الهلع ؟ تنقسم الاعراض الى نوعين ، الاعراض الجسدية او الفزيولوجية والاعراض النفسية او السيكولوجية. اما الاعراض الجسدية فهي تسارع في ضربات القلب وصعوبة في التنفس وجفاف الحلق والغثيان او اللوعة واضراب في البطن والدوخة وعدم التوازن وآلام في الراس وعضلات الرقبة والكتف والتنمل في اطراف الجسم والرجفة،كما يشكو البعض من الشعور بالحرارة او البرودة في الجسم. اما الاعراض النفسية فهي الشعور بالخوف الشديد بدون سبب وان هناك خطرا قد يحدث والخوف من الاغماء او الترجيع او الخوق من الاصابة بجلطة في القلب او الدماغ والخوف من الموت او الجنون او فقدان السيطرة.
ويجب التنويه انه ليس بالضرورة وجود جميع الاعراض السابقة عند الشخص المصاب ولكن اذا وجد جزء منها او اغلبها فتعتبر هذه نوبة هلع. واذا تكررت نوبات الهلع تصبح الحالة (اضطراب نوبات الهلع).
ان هذا الاضطراب له تأثير سلبي علي حياة الانسان فهو يعيش في حالة من القلق والتوتر والشعور بعدم الارتياح وعدم الأمان وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة اليومية وفي بعض الاحيان عدم القدرة على قيادة السيارة او السفر مما يسبب ارباكا كبيرا في حياة الاشخاص المصابين بهذا المرض.
وقد اثبتت الدراسات والابحاث الطبية نجاح الطرق الطبية الصحيحة في علاج نوبات الهلع. واثبتت كذلك نجاح ادوية القلق الحديثة في علاج نوبات الهلع بحيث يستطيع الانسان ان يمارس حياته بشكل طبيعي و مثمر.