وهي من الاضطرابات الشائعة في مرحلة الطفولة ،وكثيرا من الاحيان ياتي الاهالي الى استشارة الطبيب النفسي للسؤال عنها. والجدير بالذكر انه لا توجد علاقة مباشرة بين الاعاقة الذهنية و صعوبة التعلم فكل من هذه الاضطرابات يشخص على حدة. ولكن نتيجة للبس الحاصل عند كثير من الناس والذي يؤدي الى الخلط بين الاعاقة الذهنية وصعوبة التعلم نرى انه من المفيد ان نوضح ما المقصود بهذه الحالات.
فيما يتعلق في الاعاقة الذهنية (Mental Retardation) فان المقصود هنا القصور في الاداء الذهني لدى الطفل بشكل ملحوظ والذي يصاحبه عجز في مناطق مختلفة من حياة الطفل من اهمها العجز الدراسي في معظم او جميع المواد الدراسية بحيث يكون هناك صعوبة كبيرة عند الطفل في التحصيل الدراسي العام على الرغم من مساعدات الاهل الكثيرة للطفل واعطائهم الاهتمام الكبير بالدراسة وتخصيص مدرسين خصوصيين له، الا ان الطفل لا يستطيع تحقيق ما هو مطلوب منه. وعلى حسب نسبة الاعاقة تظهر الاعراض التكيفيية الاخرى المصاحبة لها ، بحيث كلما زادت نسبة الاعاقة زادت صعوبة التكييف مع متطلبات الحياة المختلفة في نفس الفئة العمرية. وتكون هناك صعوبات متعددة تشمل التواصل الاجتماعي مع الاخرين بحيث لا يستطيع الطفل تكوين صداقات مع اقرانه وكلما كبر الطفل في العمر كلما تبين للاخرين تصرفاته"الطفولية" التي لا تناسب عمره ويتصرف الطفل بطريقة محرجة امام الاخرين بسبب طريقة الكلام او السلوكيات الملفتة للنظر. كما ان هؤلاء الاطفال لا يهتمون بنظافتهم الشخصية بشكل جيد، ولا يجيدون التصرف في مجالات الحياة المختلفة كالمهارات الاجتماعية والشخصية واستخدام الموارد العامة والتصرف بشكل مناسب في كثير من الامور فيما يتعلق بالسلامة ووقت الفراغ والصحة العامة.
وتقسم الاعاقة من حيث الشدة بحسب اختبار الذكاء على النحو التالي :
- اعاقة ذهنية بسيطة : نسبة الذكاء اقل من 70 %
- اعاقة ذهنية متوسطة : نسبةالذكاء اقل من 55 %
- اعاقة ذهنية شديدة : نسبة الذكاء اقل من 35 %
- اعاقة ذهنية شديدة جدا : نسبة الذكاء اقل من 25 %
وعلى حسب درجة الاعاقة يتطلب وضع الطالب في فصول خاصة تناسب قدراته الذهنية والعقلية بحيث يكون مع طلبة ذو قدرات ذهنية متقاربة. ويكون المنهج الدراسي مبسط ويتلاءم مع المستوى الذهنيللطفل كما يكون هناك تركيزا على مهارات التواصل الاجتماعي مع الاخرين والمهارات الحياتية المختلفة.
اما الاطفال المصابون بصعوبات في التعلم (Learning Disorders) فان الصورة الاكلينيكية تختلف تماما عن اطفال الاعاقة الذهنية. فالاطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم هم اطفال اصحاب ذكاء عادي وطبيعي ولكن لديهم صعوبة في بعض المواد الدراسية كالحساب او القراءة او الكتابة. ولذلك فهم يختلفون عن اطفال الاعاقة الذهنية اختلافا جذريا ولا مجال للمقارنة بينهم. فالطفل الذي لديه صعوبة في التعلم قد يحصل على درجة امتياز في مواد اخرى على خلاف الطفل المعاق ذهنيا والذي يجد صعوبة في جميع المواد. كما ان الطفل الذي لديه صعوبة في التعلم يعيش حياة طبيعية من الناحية التكييفية والاجتماعية وتكوين الصداقات وحسن التصرف في الامور العامة. وفي هذه الحالة فان الطفل لا يحتاج ان يكون في فصول خاصة او في مدارس احتياجات خاصة ولكنه يحتاج فقط الى التقوية والتوجيه والتركيز على المواد التي يجد صعوبة بها.